قصيدة : بين الكهوف والمروج..
للشاعر القدير عبد القادر بن النوي
أبنت الطبيعة هل تعلمين
بأني شاعر أخرس
رأيت الجمال يفوق الخيال
فرحت بصمتي له أهمس
معانيه في الصحو لما يروق
وفي ثورة الجو إذْ يعبس
ففي الكون ما يلهم المخبتين
وفي الكون ما تشتهي الأنفس
وفي كل لون جمال بديع
وفي كل موحشة مؤنس
مواعظ ضاقت بها المفردات
تكاد بكل اللغى تنبس
إذا قرأ الناس تحت السقوف
فإني بأعلى الذرى أدرس
وإن رأوا الصقر في الجو طيرا
فإني تتبعته يفقس
يعيشون في سجن أقفاصهم
ويلهيهم العجب والملبس
وهذي الفجاج لها عالم
يتوق له الفطن الكيس
تسبح لله في كل حين
بما لا يمل ولا يبخس
مناظر تسخر من جاهليها
وتشكو أذى عابث يلمس
تنوء بأوزار ما حملوها
فكم أثقلوها وكم دنسوا
قساة القلوب غلاظ الكبود
شحاح يكادون أن ييبسوا
دع المترفين وما يكنزون
وذرهم يتيهوا بما قدسوا
وسل عن خبايا مجاري الرياح
وما حاورتها به الكنس
وجدد حياتك بين المروج
بشعريطيب به المجلس
وسبح لربك سبحا طويلا
وخلِّ القنوط لمن ييأس